حماس تحت سقف القانون اللبناني؟!
ما كادت حركة حماس تطلق ما أسمته “طلائع طوفان الأقصى” حتى إنهالت التعليقات من كل حدب وصوب مخافة من أن يكون فصيل مقاوم يعمل من لبنان ويعرض أراضيه لإعتدءات إسرائيلية جديدة كما اعتبرته خرق للسيادة اللبنانية.
وتؤكد مصادر قريبة من حزب الله, أن “هذا الاعلان لم يتم بالتنسيق مع الحزب ولم تحسب حماس حساب ردة الفعل بهذا الشكل، ولكن حماس وفق المصادر موجودة داخل المخيمات وتمارس العمل العسكري وتقوم باستقطاب الشباب وهو أمر ليس بجديد”.
إلا أن المصادر, اعتبرت أن “المستفز للجمهور اللبناني كان في الأسلوب الإعلاني، أما كل ما ورد في البيان فتقوم به حركة حماس منذ تأسيسها”.
أما على الصعيد الفلسطيني, فيوضح مسؤول حماس في الجنوب أيمن شناعة في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أنه “بعد معركة طوفان الأقصى فإن الشعب الفلسطيني رجالاً ونساءً بالمئات والالآف أبدوا رغبتهم أن يكونوا في إطار الحركة، والعمل معها، وإذا أردنا الحديث بمنطقية كيف ندير الظهر لهؤلاء، ولكن أيضاً ليس بقدرة حماس إستيعاب هذا العدد من الأشخاص ضمن صفوفها، لهذا أعلنا عن هذا الإطار الشعبي لعدّة أهداف ومنها:
– أولاً: نحن نحترم سيادة الدولة اللبنانية وحماس تحت سقف القانون اللبناني، وحتى في أعمال المقاومة من الجنوب نحن تجت سقف المقاومة اللبنانية.
– نحن نستفيد من طاقات الأمة كلّها, فكيف لا نستفيد من طاقات الشعب الفلسطيني في لبنان لا سيّما من الطاقات العلمية حيث لدينا طاقات علمية كبيرة جداً يجب أن نستثمرها لناحية القضية الفلسطينية، موضحاً في هذا الإطار الإستفاد من المتخصصين في التكنولوجيا في البعد العسكري، مذكّراً بأن ما حصل في طوفان الأقصى استفاد بشكل كبير من المتخصصين بهذا البعد.
كما أنه يجب الإستفادة من طاقات ثقافية في مسار القضية الفلسطينية.
ويضع معادلة هامة من هدف هذا “طلائع طوفان الأقصى” وهو محاولة جادة لإبعاد الشباب الفلسطيني عن التطرف الذي خلق أزمة في المنطقة ككل، كما لجم هذا الشباب عن الإنغماس بالفساد والفلتان والجرائم وغيرها.
وينبّه إلى نقطة هامة أن “هذا الإستقتطاب حول القضية الفلسطينية يعني حكما رفض فكرة التوطين والتمسّك بالعودة إلى فلسطين وهذا يصب في صالح الدولة اللبنانية لأن رفض التوطين واجماع الفلسطينين على القضية الأم”.
وإذ استوقفته أمس الشعارات بوجه حركة حماس والإتهامات بحقها عن مشاريع تسعى إليها في الداخل اللبناني، فإنه معني بالتوضيح للشعب اللبناني بأن قضية حماس هي فلسطين فلو كان هدف حماس التفلّت على الحدود اللبنانية كانت استغلّت المعركة لا سيّما أنها اشرس معركة تحصل في وجه الشعب الفلسطيني.
وإذ يشدد على “إحترام سيادة لبنان وسيادة القانون اللبناني كل ما تسعى إليه حماس تأطير الشعب الفلسطيني باتجاه القضية ورفض التوطين والتهجير وهذا أمر هام بالنسبة للفلسطينيين ولبنان”.
ولا يستبعد أن “لا يفهم البعض هذا الكلام وسيستمر بتوجيه الاتهامات للحركة، لكن في السنوات السابقة أثبتنا صدقنا في طروحاتنا وأطلقنا في العام 2014 المبادرة الفلسطينية وقلنا لا للإقتتال الداخلي الفلسطيني الفلسطيني أو الفلسطيني اللبناني وسلاحنا هو بوجه العدو الصهيوني في فلسطين”.
ويشدّد على أنهم “في الحركة لن يكونا سوى عامل أمن واستقرار للبنان وشعب لبنان، لأنه بغض النظر إستضفنا في هذا البلد وفتح مساحات لنا في لبنان لم تفتح في أي من الدول العربية، لذلك نقدر كل ما قام به لبنان وسنكون دائما عامل أمن واستقرار له ولن نتخطى قواعد الإشتباك اللبنانية مع هذا العدو”.
وكانت حركة “حماس” – لبنان، أصدرت بياناً أعلنت فيه تأسيس وإطلاق “طلائع طوفان الأقصى”, داعية الشباب والرّجال الأبطال، للإنضمام إلى طلائع المقاومين، وشاركوا في صناعة مستقبل شعبكم، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”.