مخطط اسرائيلي …لن يتحقق الا بحالتين
ألمح مسؤول إسرائيلي منذ يومين، إلى نيّة تل أبيب إقامة منطقة عازلة على الحدود داخل قطاع غزة.
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمساعي إقامة منطقة أمنية في غزة بعمق كيلومتر أو كيلومترين، وذلك ضمن خطة إسرائيلية للتعاطي مع الوضع الأمني في القطاع بعد الحرب، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
غير أن تساؤلات عديدة أثيرت حول هذا الأمر، أهمها: ماذا تهدف إسرائيل من ذلك؟ وهل هذا احتلال جديد لجزء من أراضي غزة؟ وكيف سيكون وضع هذه المنطقة؟
في هذا الإطار قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، جهاد الحزارين، إن ما تسعى إليه إسرائيل يمثل خدعة جديدة يمارسها نتنياهو للعمل على احتلال جزء من غزة، مضيفاً أن القطاع تبلغ مساحته 365 كيلو متر مربع ويعيش فيه أكثر من 2.3 مليون شخص أي يعتبر الأكثر كثافة سكانية بالعالم.
كما أردف أنه يبدو بأن مخطط إسرائيل يذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال تنفيذ ما أعد له مسبقاً من مخطط التهجير والتضييق على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ما يتعلق بفكرة المنطقة العازلة تحت ذريعة الأمن، والتي تستهدف عمق القطاع بمسافة تقدر حسب التسريبات بمئات الأمتار وصولاً إلى كيلو متر وذلك على امتداد طوله البالغ 45 كيلومتراً كشريط حدودي، يعني سلب أكثر من 20% من مساحة غزة.
كذلك أوضح أن ذلك يعني أيضاً تهجير أكثر من نصف مليون مواطن فلسطيني على الأقل من مناطقهم ومنازلهم وتدميرها، ما يشكل كارثة كبرى أخرى تحل بالفلسطينيين، لافتاً إلى أن هذا المخطط يأتي في سياق طلب نتنياهو من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي دان مريدور بالبدء بوضع مخطط لتقليل عدد سكان قطاع غزة.
وختم قائلاً: “إن هذا المخطط لن يكون إلا بطريقين إما بتهجير الفلسطينيين أو قتلهم، خاصة “أننا نعيش في ظل حرب الإبادة” التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والتهجير القسري من الشمال إلى الجنوب رغم عدم وجود مكان آمن بقطاع غزة، مشدداً على أن كافة المناطق مستهدفة بالقطاع ويتم قصفها بالطائرات والمدفعية الثقيلة والزوارق الحربية وتستهدف المدنيين الأبرياء”.
من جهته قال المتحدث باسم حركة فتح بمفوضية التعبئة والتنظيم، عبد الفتاح دولة، لـ”العربية.نت” إن نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة هو جزء من مشروع التهجير القسري، الذي شرعت في تنفيذه مع بدء القصف على غزة، و”دفع أهالي القطاع بالنزوح القسري إلى الجنوب تحت وطأة المجازر والدمار”.
وأضاف أن التسريبات كشفت عن خطة عسكرية استراتيجية فيها سيناريوهات 3 للتعامل مع غزة للتحضير لمرحلة “ما بعد حماس”، مردفاً أن أحد السيناريوهات التي ترى تل أبيب أنها قابلة للتنفيذ، هو إخلاء المدنيين من غزة إلى سيناء، و”هو ما تجاهر به ليلاً نهاراً وأصبحت معالم تنفيذه أكثر وضوحاً.
كما قال: “لذلك فإن الحديث عن منطقة عازلة ليس بعيداً عن هذا الخيار الذي يسعى إلى إفراغ مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في غزة، بالرغم أن مساحة القطاع كاملة لا تستوعب عدد السكان فيها، إذ أنها البقعة الجغرافية الأصغر في العالم والأكثر كثافة سكانية”.
كذلك أكد أنه لو حدث هذا “سيكون بمثابة اعتداء جديد على الأراضي الفلسطينية، وبمثابة احتلال جديد يرافقه نكبة جديدة لسكان هذه الأرض يسعى الاحتلال لها حسب ما تشير المعطيات رغم الرفض الفلسطيني القاطع وكذلك المصري والعربي والدولي”.
وختم حديثه قائلاً: “ستكون تداعيات هذا العدوان وهذه المنطقة العازلة تنفيذ مشروع التهجير القسري لتستكمل إسرائيل مخطط الضم ومصادرة الأراضي ضمن مشروعها الاستيطاني، وتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة”.