“إسرائيل تُقلّل من هجمات الحوثي على السفن”… تقارير “تكشف”
قلّلت صحيفة إسرائيلية من إمكانية نجاح جماعة الحوثي باليمن في تدمير أو إغراق السفن التجارية المارّة في البحر الأحمر، معللةً ذلك بأسباب تكنولوجية وعسكرية، والاحتياطات المصمّمة لحماية هذه السفن من القرصنة.
ورغم نجاح جماعة الحوثي بخطف السفينة “غالاكسي”، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، 19 تشرين الثاني، فإن تقريرا نشرته أمس الأحد، صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية يُظهر أنّ تل أبيب لا ترى الهجمات الحوثية خطرا على سفنها التجارية التي تمر من هناك. جاء الاستيلاء على “غالاكسي ليدر” بعد إعلان الحوثيين أنّهم سينفّذون هجمات ضد أهداف إسرائيلية “لنصرة غزة”، إلا أنّ تل أبيب نفت أن تكون السفينة إسرائيلية أو أن يكون على متنها طاقم إسرائيلي.
– بتحليل ميزات سفينة الشحن، نجد أنها هدف متحرّك يسير بسرعة 40 كم في الساعة، وهذا يعني أنه لن يكون كل سلاح مناسبا للتعامل معه؛ – جميع الطائرات من دون طيار التابعة للحوثيين تقريبا صغيرة، ولا تستطيع تنفيذ هجوم كبير؛ – النماذج التي يملكها الحوثي تصل إلى الهدف باستخدام نظام (GPS)، وهو غير مناسبٍ للتعامل مع الأهداف المتحرّكة؛ – السفينة إذا سارت بشكل متعرّج وأغلقت أجهزة الإرسال، لا يمكن رصدها إلا بمراقبة مستمرّة والاتصال البصري للتحقّق من وجودها؛ – السفن التي تسير في البحر الأحمر صُمّمت بشكل أكثر تعقيدا، قادر على استيعاب أكبر العواصف وأشرسها، والأهم من ذلك مواصلة الإبحار حتى بعد الإصابات والأضرار؛ – حتى الضربة المباشرة بصاروخ لا تضمن تدمير سفينة شحن كبيرة؛ فمساحة سطحها ضخمة، ومراكزها الحسّاسة، كغرف المحرك والوقود، تبعد عن بعضها؛ إضافةٍ، إلى سبب آخر هو أنّ الصواريخ المضادة للسفن تم تصميمها منذ البداية للقضاء على السفن العسكرية، والتي تم بناؤها ببساطة بطريقة مختلفة تماما، تشمل هيكلا هيدروديناميكيا ضيقا وطاقما كيبرا”. ولفت التقرير، إلى أنه “لهذا السبب، حصلت الصواريخ على رأس صلب يساعد على اختراق الجدار، وصاعقة تضمن انفجارها في أعماق الجسم، بالقرب من مخازن الأسلحة وكبائن الطاقم، أما السفينة التجارية فببساطة لا تحتوي على هذه الأشياء، والبدن أوسع بكثير”. وأردف، “لذلك إذا فكَّر الحوثي في استهداف سفينة تجارية فقد يحدُث تلف في عدة حاويات ليس أكثر. وإذا فكر الحوثي بتدمير سفينة بصاروخ باليستي، فالخليج الذي تطل عليه اليمن يتمتّع بمسار منحنٍ عالٍ؛ ممّا يجعل من السهل اكتشافه وتدميره بواسطة سفن البحرية الأميركية التي تجوب المنطقة”. وتابع، “كما أنّ سواحل اليمن تمر بها سفن كثيرة؛ ولذا القصف الصاروخي هو الخيار الأكثر خطورة بالنسبة إلى الحوثيين؛ لأنه ماذا سيحدث لو أصابت صواريخهم سفينة إيرانية أو روسية أو صينية أو دمّروا ناقلة نفط تتبع دولة حليفة لهم؟”. وختم، “يبقى أن الاستيلاء هو الهجوم الأكثر تعقيدا، فهو يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة جدا ومراقبة طويلة للسفينة”. هذا ويتّفق الخبير العسكري جمال الرفاعي، مع بعضٍ ما جاء في التقرير الصحفي الإسرائيلي، قائلا إن الحوثي “لا يستطيع إغراق أو تدمير أي سفينة تجارية، خاصةً أن الأسطول الأميركي يعمل قرب المنطقة”. ويلفت، إلى أن إيران “لم تعطِ الحوثيين كل ما لديها؛ ولذا إمكانياتهم متواضعة، لا يستطيعون بها تنفيذ هجوم خطير على السفن”. لكن فكرة تنفيذ عمليات إنزال على سطح السفن “قد تنجح، لكن يبقى أن تحديد هُوية السفن صعب للغاية، ورأينا أن إسرائيل أعلنت أن السفينة التي استولى عليها الحوثيون ليست ملكها”، وفق الرفاعي. كما يُضعف موقف الحوثيين في هذا الأمر، يواصل الخبير العسكري، أن الولايات المتحدة لن تسمح بتهديد الملاحة قرب مضيق باب المندب، مستدلا إلى ذلك بإسقاط القوات الأميركية في البحر الأحمر طائرات وصواريخ تتبع الحوثي كانت متجهة صوب سفن عدة مرات. ويعود الرفاعي بالذاكرة إلى تجربة ناجحة في تعامل السفن مع القراصنة الصوماليين، قائلا إنها حينذاك “اتبعت السفن إغلاق كل أجهزة الإرسال والاستقبال والرادارات، وكذلك اتبعت أسلوب السير الحر؛ لتختفي تماما عن أعين المراقبين”. وعن علاقة ذلك بتهديدات الحوثي للسفن، يقول: “أتوقع أن إسرائيل أوصت السفن التابعة لها باتباع نفس أساليب السفن في مواجهة القراصنة الصوماليين”، كما أن “السير بطرقٍ غير ثابتة وغير متوقّعة بشكل متعرج يشتّت الانتباه”. ونشط القراصنة الصوماليون في خطف السفن أو طواقمها كرهائن، لطلب فدية من دولهم منذ عام 2011 بشكل كبير، ثم مع الجهود الدولية لمكافحتهم تراجعت قدراتهم لخطف الزوارق الصغيرة. |