قرار الحرب ليس بيد “حزب الله”
على الرغم من أن الأولوية في الحراك الدولي هي لوقف الحرب على غزة، لا يمكن التقليل من حجم التوجّس في داخل لبنان كما خارجه من أي تطورات دراماتيكية على جبهة الجنوب، قد تشكّل المدخل إلى توسيع رقعة الحرب وانتقال لبنان إلى موقعٍ خطير قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة ولكن من المؤكد أنها ستكون كارثية.
وعلى هذا الصعيد، يشدّد رئيس تحرير صحيفة “اللواء” صلاح سلام، على “وجوب أن يكون اللبنانيون في موقع الحذرين والقلقين من أن تصل نيران غزة إلى لبنان، طالما أن الإنقسامات الداخلية مستفحلة، وما من محاولة لإيجاد قواسم مشتركة وبالتالي موقفاً موحداً من مسألة المجابهة مع العدو الإسرائيلي”.
ويرى سلام في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن الخشية تتعاظم في لبنان وخارجه، من امتداد الحرب من غزة إلى المنطقة الحدودية، ومن وجود نيّة إسرائيلية مبيّتة لتوريط لبنان بحربٍ شاملة يسعى إليها بنيامين نتنياهو وفريقه، لأنهم يعتبرون أن الحرب تخدمهم وتكسبهم المزيد من التعاطف من الدول الغربية من جهة، وتعزز من تماسك جبهتهم الداخلية التي تشهد الآن خلافات عدة. وبالتالي، يراهن نتنياهو على الحرب من أجل التخفيف من تناقضات إسرائيل الداخلية وكسب المزيد من الدعم.
وعليه، وحتى الساعة، يقول سلام، إن “حزب الله يعمل ضمن إيقاع ضبط النفس والسيطرة على الجبهة في إطار الإلتزام بقواعد الإشتباك، رغم أن هناك مفاوضات أميركية – إيرانية، هدفها قطع الطريق أمام توسيع الحرب في غزة وتحويلها إلى حرب إقليمية”. وعن الموقف إزاء هذا الواقع، يشدد سلام، على “ضرورة الصمود في إطار السيطرة على الوضع في الجنوب وعدم الإنجرار إلى حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي”.
وعن القدرة على تأمين هذا الصمود، يؤكد سلام أن لبنان قادر على ذلك، مشيراً إلى أن “قرار الحرب والسلم اليوم ليس بيد حزب الله كما كان دائماً، بل بيد إسرائيل، وهنا تبرز أهمية ضبط النفس الذي يمارسه الحزب رغم سقوط 90 شهيدًا له، إذ أنه يعالج الأمور بروية كي لا تتوسّع الحرب”.
ويكشف سلام أن “إيران تتجنّب إدخال الحزب في المعركة الدائرة، حفاظاً على الحزب ببنيته العسكرية ووضعيته الحالية أولاً، وثانياً لأنها تعرف أن وضع لبنان اليوم لا يتحمل الحرب، لذلك، فإن التعويل على الموقف الأميركي، من أجل لجم الإندفاعة الإسرائيلية وإبقاء حكومة نتنياهو، في إطار الحرب في غزة وعدم إعطائها الضوء الأخضر لفتح الجبهة على الحدود اللبنانية”.
في سياقٍ متصل، وعلى مستوى الملفات الداخلية، يعتبر سلام أن الأولوية هي لملف قيادة الجيش، موضحاً أن “صدام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يؤشر إلى أن القصة لن تكون بهذه السهولة لكي يحقق فيها لودريان أي اختراق”ومؤكداً بالتالي “أننا ما زلنا في الدوامة الرئاسية نفسها أي الفراغ، كما الدوامة نفسها النسبة لقيادة الجيش والتمديد للعماد جوزيف عون”.