هل من إنفراجات إيجابية في المرحلة المُقبلة؟
يترقّب اللبنانيون بحذر إمكانية تجدّد رقعة الإشتباكات التي كنا تشهدها يوميًا على الجبهة الجنوبية اللبنانية، والتي كانت تؤثر على اقتصاد لبنان المنهك أساسًا والغارق في أزمات متعددة.
في هذا الإطار يعتبر خبير المخاطر المصرفية والباحث في الإقتصاد محمد فحيلي، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “بالرغم من التوقف الحذر للصراع في غزة وما له من تداعيات إيجابية جراء توقف الهجمات على الجبهة الجنوبية اللبناني، إلّا أنه لا يزال شبح الحرب موجوداً”.
ووفقًا لما يتوقّع فحيلي، فإن “كان هناك أي تأثيرات إيجابية إقتصاديًا على لبنان جراء الهدنة في غزة فهي ستكون من خلال عودة المواطن اللبناني إلى الإنفاق الترفيهي داخليًا، لكنه في يستبعد أن تعود وتنشط حركة زيارة المغتربين اللبنانيين، لأن الكثير من الذين كانوا يرغبون بزيارة لبنان ألغوا رحلاتهم، إضافة إلى غلاء أسعار بطاقات السفر وهذا الأمر يؤثر بالطبع”.
ويرى أنه “لو كان هناك إرتياح بشكل عام لتوقف الحرب في غزة لكان من المفترض أن يصدر بياناً عن شركة طيران الشرق الأوسط بشأن إستعادة رحلاتها التي أوقفت بنسبة تقارب الـ50 في المئة منها خوفًا من ضربة إسرائيلية للمطار، لذلك يعتقد فحيلي أن التداعيات الإيجابية للهدنة على الإقتصاد اللبناني ستبقى خجولة إلى حين أن تتضح الصورة في غزة لأن إسرائيل لا تزال تعدّ الأيام للإنتهاء من الهدنة الإنسانية كي تقوم بإعادة تصفية الحسابات مع حركة حماس”.
ويلفت إلى أن “الوضع في الجنوب يدل على وجود قلق، خصوصاً أننا شهدنا اليوم قصفًا على إحدى القرى الجنوبية، لذلك من المبكر أن نرى أي مؤشرات إيجابية على الإقتصاد اللبناني بإستثناء عودة الحركة إلى بعض المطاعم وهذه الحركة ستقوى بما أن الهدنة مستمرة في غزة، ولكن ستبقى ضمن إطار الإنفاق الترفيهي داخليًا”.
ويُشير فحيلي إلى أنه “على الصعيد الداخلي هناك الكثير من المؤسسات كانت قد إتخذت قرارًا بإلغاء الإحتفالات بليلة الميلاد ورأس السنة خلال فترة الحرب في غزة، أما اليوم فقد أعاد البعض التفكير في إحياء هذه الإحتفالات وهذا ما يسمى بحركة سياحية داخلية”.