لودريان في مهمة أمنية – سياسية: الفراغ الرئاسي لا يمكن أن يستمر
قبيل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، في زيارةٍ لثلاثة أيام، تكثر التكهّنات حول ما سيحمله على مستوى الملف الأمني في ضوء التحديات والتهديدات الإٍسرائيلية للبنان، بعدما استبق الأطراف السياسية وصوله بإقفال الأبواب أمام أي تحرك قد يقوم به على صعيد مبادرته السابقة في ملف رئاسة الجمهورية.
إلاّ أن النائب سيمون أبي رميا، رئيس “لجنة الصداقة النيابية اللبنانية ـ الفرنسية”، يبدي تفاؤلاً إزاء زيارة لودريان، كونها ستعيد طرح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، وإن كان لا يُخفي بأن الموفد الفرنسي، قد لا يحمل اقتراحات جديدة على هذا الصعيد. ويشدِّد النائب أبي رميا ل”ليبانون ديبايت”، على أن المقاربة الفرنسية للملف، تأتي انطلاقاً من أن باريس ترى أنه بعد حرب غزة والعدوان الإسرائيلي على الجنوب، قد تكون القيادات السياسية في لبنان، أدركت أن “الفراغ الرئاسي لا يمكن أن يستمر”.
وبالتالي، فإن النائب أبي رميا، يؤكد أن الرهان الفرنسي يرتكز على إمكانية إحداث خرق في هذا الوقت لتحريك الملف الرئاسي، وذلك بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية وقطر، مع العلم أن الحراك الفرنسي المتجدِّد، يُواكَب بتحركٍ قطري كان قد انطلق على الساحة السياسية المحلية في الأسبوع الماضي.
وعن ورقة العمل أو الإقتراحات التي سيعرضها الموفد الرئاسي الفرنسي على القوى السياسية التي سيلتقيها، يوضح أبي رميا، أنه قد لا يحمل اقتراحاتٍ جديدة، ولكن المقاربة اللبنانية قد تتغيّر، بعد حرب غزة والعدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني واستحقاق قيادة الجيش.
وبالتالي، فإن باريس، تعتبر أن انتخاب الرئيس، يساهم في إعادة انتظام الوضع السياسي ومواجهة التحديات والإستحقاقات المرتقبة في المرحلة المقبلة، إذ يلفت أبي رميا، إلى أن إمكانية إحداث خرق في الملف الرئاسي واردة، خصوصاً في ضوء الغطاء الواضح من اللجنة الخماسية، مشدّداً على أن لودريان، لن يطرح أي أسماء أو مرشحين للرئاسة، لأن الأولوية هي لإنهاء الفراغ الرئاسي، بمعزلٍ عن الإسم وهوية الرئيس.
وفي البعد الأمني، لا يغفل النائب أبي رميا الإشارة إلى أن الموفد الفرنسي سينقل موقف بلاده من حرب غزة، لجهة التأكيد على موقفها المتوازن من طرفي النزاع، كما سيركِّز على الهدف الأساسي لديها وهو تجنيب لبنان حرباً إسرائيلية واسعة ستعرّضه لأخطار كبيرة.