أخبار محلية

الفوسفور الأبيض يحرق صحة اللبنانيين!

توحّشت اسرائيل كالعادة واستخدمت الفوسفور الابيض، وقصفت به القرى الجنوبية المُحاذية لها والبعيدة عنها حسب ما جاء في التقارير الدولية، وألحقت بنا الأضرار الجسيمة الآنية والمستقبلية.

منظمة العفو الدولية أشارت إلى أنّ إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض بشكل عشوائي وغير قانوني على طول الحدود بينها وبين لبنان، وطالبت بالتحقيق في الأمر باعتباره “جريمة حرب”.

ورغم إمكانية توقف المعارك في الجنوب ربطاً بما يُحكى عن “وقفٍ لإطلاق النار” في غزة، إلا أن آثار الفوسفور الأبيض ستبقى موجودة في الأرض وضمن البُقع الجغرافية التي سقطَ عليها. وعليه، فإنّ الأضرار ستبقى وقد لا تتبدّد مع الوقت، وبالتالي سيرتدّ الأمر سلباً على المزارعين اللبنانيين وأصحاب الأراضي الحدوديّة.

بحسب “هيومن رايتس ووتش”، يعتبر الفوسفور الأبيض، والذي يستخدم عادة كستار دخاني أو كسلاح، قادرا على الحاق الأضرار بالمدنيّين جراء الحروق البالغة التي يحدثها وتبقى آثاره طويلة الأمد على من اصيبوا به. ويُعدّ استخدام الفوسفور في مناطق مكتظة بالسكّان انتهاكا صارخا لمتطلّبات القانون الدولي والتي تفرض على أطراف النزاع كلّ الاحتياطات الممكنة لمنع إصابة المدنيين وتجنب وقوع الخسائر الجسدية.

مخاطره
الفوسفور الأبيض مادة صلبة شمعية تتراوح ما بين اللونين الأبيض والأصفر، ولها رائحة شبيهة برائحة الثوم، ويشتعل الفوسفور الأبيض تلقائيا في الهواء لدى تعرضه لدرجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية، ويستمر في الاحتراق حتى يتأكسد بالكامل أو حتى يُمنع عنه الأوكسجين. وينتج عن حرق الفوسفور دخان كثيف أبيض اللون يحتوي على خليط من أوكسيد الفوسفور.

أشار الدكتور شادي سعد وهو طبيب مختص بامراض الرئة والصدر لـ”لبنان 24” الى أن “الفوسفور الأبيض مضر أيا كانت طرق التعرض له من خلال استنشاقه او من خلال احتكاكه بالجلد. فالدخان الناتج عن حرق الفوسفور ضار جدا بالعينين وبالجهاز التنفسي، وعند تفاعله في الجو مع الرطوبة يخلق أحماض الفوسفوريك. وقد تتأخر ظهور التأثيرات من تلك التفاعلات الى اكثر من 24 ساعة “.

واشار سعد الى ان الفوسفور قد يسبب حروقا بليغة ومؤلمة، وينجم عنه مزيج من الإصابات الحرارية والكيميائية، اما التعرض للدخان الصاعد عن تفاعل حريق الفوسفور فيؤدي الى تحسس العينين، وتشنج الجفون، ورهاب الضوء، والتدمع، والتهاب الملتحمة. اما استنشاق هذا الدخان فيسبب اضرارا جسيمة في الجهاز التنفسي العلوي والسعال والصداع وتأخر ظهور الوذمة الرئوية .

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن تشمل حالات التعرض الشديد للفوسفور تأثيرات متأخرة كالاضطرابات في القلب والأوعية والانهيار القلبي الوعائي، بالإضافة إلى تلف الكلى والكبد وانخفاض مستوى الوعي والغيبوبة. وقد تحدث الوفاة بسبب الصدمة أو الفشل الكبدي أو الكلوي أو تلف الجهاز العصبي المركزي أو عضلة القلب.

الاسعافات الاولية

بحسب “المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية” فإن العلاج الأولي داعم في المقام الأول، وفي حال تعرض الجلد أو العين يتوجب على المسعف الإزالة الفورية لجزيئات الفوسفور الأبيض المحترقة من عيون أو جلد المصاب. وفي حالة تلوث الجلد أو العينين بالفوسفور الأبيض، يجب القيام بتغطية الاماكن المصابة بقطعة قماش مبللة باردة لتجنب إعادة الاشتعال. الملاحظة الهامة هنا والدالة على خطورة الاصابة بالفوسفور الابيض بانه لا يوجد “ترياق” (antidote) لسمية تلك المادة الخطيرة.

أما في حال استنشاق دخان الفوسفور فما على المسعف عمله هو اخراج المصاب والابتعاد به عن مصدر التعرض للدخان وطلب العناية الطبية على الفور.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى