هدنة غزة تنعكس “تنفيساً” إسرائيلياً في الجنوب؟!
يأخذ موضوع الهدنة التي تمكّنت المساعي إلى التوصّل لها بين إسرائيل وحركة حماس، كامل الإهتمام العالمي والمحلّي، فهل ستدخل حيّز التنفيذ وهل ستنجح وماذا عن انعكاسها على الساحة الجنوبية.
في هذا الإطار, يوضح الخبير العسكري العميد فادي داوود, في هذا الإطار “الأسباب التي توفر نجاح الهدنة ويقول: العلاقة بين رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن هي في أقصى درجات التوتر، والهدنة متأثرة بهذا التوتر لا سيّما بعد أن عبّر المجتمع الدولي عن امتعاضه ممّا يحصل في غزة لا سيّما مع أطفالها، وبهذا المعنى ربح هؤلاء الأطفال المعركة، والدليل حركة المظاهرات المليونية التي عمّت أوروبا وبريطانيا التي دعمت الأطفال وضحايا غزة”.
وهذه التحرّكات الشعبية برأي العميد داوود, “تضع الأميركي تحت ضغط كبير، لذلك نلمس جدّية وحزم أميركي بموضوع الهدنة، وقد فُرضت فرضاً على نتنياهو، فلم يعد لديه خياراً إلا القبول بالهدنة فهو لم يقبل بها عن طيب خاطر”.
أما إنعكاس الهدنة على الجنوب اللبناني, فيرى العميد داوود أن “نتنياهو يحتاج دائماً إلى تعبئة قاعدته الشعبية فإذا هدأت في غزة، يريد بالمقابل أن يبقي على قاعدته مُعبّأة ومستنفرة وبالتالي لم يعد لديه إلا جنوب لبنان للتنفيس من خلاله”.
وإذ يرى أن “الهدنة ستنجح وسيتم تبادل الأسرى، لكنه يلفت بالمقابل إلى أن إرتفاع حظوظها يرفع من مستوى التصعيد في جنوب لبنان، لكنه يعوّل ما وصل في الرسائل الأميركية إلى كل الأطراف بضرورة تحييد الساحة اللبنانية وإن التصعيد فيها مرفوض، وفي هذا الإطار كانت الزيارات المتكررة لآموس هوكشتاين من الجانب الأميركي وكذلك زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت اليوم”.
أما بما يخص ما حصل أمس واستهداف جديد للإعلاميين فهي بمنظور العميد داوو, “جرائم إسرائيلية ليست بجديدة، وما التصعيد أمس إلا تعويضاً عن غزة، ليترك نتنياهو جيشه وشعبه بمعنويات مرتفعة وبروح قتالية، لأن صرف ذلك يكون إما بغزة أو الجنوب، إلا أن الأمور كما يرى لن تتطور لأن الراعيين الأساسيين من وضعا قواعد الإشتباك الأميركي والإيراني لا يريدان التصعيد”.
برأيه أن “الأمور في جنوب لبنان ستبقى قيد الإحتواء ولن تتطور إلى أبعد من 3 إلى 5 كليو متر ولن تتوسع أكثر, فالإيراني لن يعرض “درّة التاج” لأي مشكل أو خسائر بالحرب مع الأميركي لأجل غزة، والسيد خامنئي أبلغ اسماعيل هنية بهذا الأمر” .
كما أن الاميركي ليس بصدد تعريض قواته بالمنطقة لمواجهة أي حرب شاملة في هذه المرحلة، وتوقيت وحدة الساحات لم يحن أوانه بعد كما يتصور العميد داوود.