بعد عقدين على نشرها…رسالة بن لادن تعود الى الواجهة
أثارت “رسالة إلى أميركا” الشهيرة التي كتبها أسامة بن لادن قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، والتي تحدث فيها عن أسباب هجمات 11 أيلول، بينها دعم أميركا لاسرائيل ضد الفلسطينيين، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الحرب العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد غزة، فيما قامت صحيفة الغارديان البريطانية، التي نشرت الرسالة الأصلية في تشرين الثاني 2002، بحذفها من موقعها.
موقع CNBC NEWS الأميركي قال إن العديد من مستخدمي تيك توك تداولوا الرسالة القديمة، فيما أبدى البعض دعمهم لما كتبه أسامة بن لادن، وبرر الكثير منهم هجمات 11 ايلول على مركز التجارة العالمي، حيث رأوا أن الهجوم كان انتقاماً من الولايات المتحدة.
وأوضح أسامة بن لادن في رسالته إلى أميركا، سبب مهاجمته للولايات المتحدة الأمريكية في 11 أيلول خلال عام 2001، وتحدث عن دعم أميركا للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وقال فيها: “إن أميركا أنشأت إسرائيل وتدعمها بشكل مستمر، وهذا ظلم كبير، وإن الولايات المتحدة الأمريكية هي لاعب رئيسي في هذا الظلم، وكل الذين ساهموا في هذا العمل سيتحمّلون مسؤولية كبيرة، ويجب أن يواجهوا عواقب جديّة”.
وتحدثت مستخدمة تدعى لينيت أدكينز، ويتابعها ما يقرب من 12 مليون مستخدم على تيك توك، عن الرسالة؛ إذ قالت: “أريد من الجميع أن يتوقفوا عن فعل ما يفعلونه الآن ويذهبوا لقراءة رسالة إلى أميركا، أشعر وكأنني أمر بأزمة وجودية الآن”.
ثم شارك مستخدمون آخرون الرسالة، وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما عبر بعض الأمريكيين عن قلقهم من أن تعيد الرسالة تشكيل الرأي العام في أميركا فيما يتعلّق بأحداث 11 أيلول، وذلك بالتزامن مع المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة بدعم مطلق من أميركا ودول غربية.
بعد أن انتشرت الرسالة على نطاق واسع، قامت صحيفة الغارديان بإزالة الرسالة الأصلية من موقعها، ما أثار جدلاً واسعاً، وشارك أحد المستخدمين لقطة شاشة للرسالة المحذوفة، وكتب: “إنه أمر غريب للغاية بالنسبة لي أن تتم إزالة رسالة إلى أميركا التي كتبها بن لادن من صحيفة الغارديان اليوم، تم نشر هذه الرسالة على موقعهم عام 2002 وإزالتها بعد أن شاركها رواد تيك توك بسبب ذكرها لإسرائيل وفلسطين”.
فيما قال متحدث باسم صحيفة الغارديان لصحيفة ديلي بيست، تعليقاً على حذف الرسالة، إن “النص المنشور على موقعنا قبل 20 عاماً تمت مشاركته على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي خارج سياقه الأصلي”.
يأتي هذا في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي منذ 41 يوماً، حرباً مدمرة على غزة، استهدفت الأحياء السكنية والمستشفيات، تزامناً مع عملية توغل بري داخل أجزاء من القطاع بدأت نهاية تشرين الأول الماضي، واشتباكات ضارية مع مقاتلين فلسطينيين، فيما شارك آلاف الأمريكيين في عدة ولايات وعلى مدار أيام في تظاهرات غاضبة داعمة لفلسطين ومنددة بجرائم إسرائيل على غزة، مطالبين بوقف الدعم الأمريكي للاحتلال الذي يشن حرباً طاحنة ضد الأبرياء في غزة.