اسبوعان حاسمان….فهل يغرق لبنان في الحرب؟
توقّع الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “يكون الأسبوعين المقبلين حاسمين, فإما لبنان يغرق في الحرب حتى أذنيه, وتدمّر مدن وقرى ومنشآت حيوية, كما كانت الحال في العام 2006, وربّما ما يظاهي بكثير, وإلا ينجو منها ويكون كما يقال على الطريقة اللبنانية, “العثرة علّي راحوا””.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “هذا السيناريو أوصل غزة إلى ما هي عليه اليوم من مدينة مدمّرة وقافلة من الشهداء تفوق الوصف, إلى عملية تهجير واسعة النطاق, ولكن ذلك كان مدروساً بعناية فائقة من اللاعبين الدوليين والإقليميين في وقت أن لبنان وحتى الساعة كان عاقلاً لجملة ظروف ومعطيات يدركها القاصي والداني”.
وأضاف, “معلوماتي تشي بأن ثمّة من قام بلقاءات مع مسؤولين إيرانيين ولبنانيين من قبل جهات دولية فاعلة, وقيل لهم إذا تساقطت صواريخ في العمق الإسرائيلي وسقط جندي أميركي, وكان هناك ضحايا إسرائيليين, عندئذ الولايات المتحدة هي من سيعطي الإذن لتدمير لبنان, وليس إسرائيل فقط, وهذه الرسالة جرى إبلاغها أيضاً من قبل الفرنسيين, وموفد الرئيس الاميركي آموس هوكشتاين, ولكن بلغة أقل خشونة وكانت ناعمة إلى حد ما, لان هوكشتاين لديه صداقات وعلاقات وثيقة مع معظم المرجعيات السياسية”.
وتابع, “نحن في لبنان أمام مفصلي أساسي, فإما نخسر هذا البلد خلال أشهر, إذا استمر تدفّق النازحين ومن جنسيات مختلفة, وخصوصاً ان المعلومات تؤكّد أن صواريخ (الغراد) أُفرغت من المخازن الفلسطينية في سائر المخيمات, ومنها ما كان موجوداً في الأنفاق وباتت في الجنوب, وعدنا ليس إلى فتح لاند, بل إلى لالاند على غير صعيد ومستوى وعندها يعود لبنان كما كان في السبعينات وأكثر”, معتبراً أن “هذه مسؤولية حزب الله لأنه الآمر والناهي”.
ورأى أن “هذه القضية تُثقل كاهل اللبنانيين, وهي خطيرة من تغيير وجه لبنان”, لافتاً إلى أنه “لولا جهود ومساعي ودور مدير عام الامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري لكانت المشكلات على الحدود وفي الداخل تفاقمت كثيراً, فاللواء البيسري يقوم بدور مفصلي وبعيداً عن الأضواء والإعلام, من أجل هذه المسألة والحفاظ على أمن وحدود البلد”.
واعتبر ان “هناك مُستنقع يغرق البلد ويتمثّل بقضية التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون, والمنطقة تشهد ميني حرب عالمية ثالثة والناس في البلد تجوع وحالة فقر وعوز, والناس غارقة في الحديث نمدّد أو لا نمدد, وسط تصفية حسابات سياسية ورئاسية هي الأخطر على الساحة الداخلية”.
واستكمل, “هذه هذه الطبقة والمنظومة السياسية والتي كان يجب أن ترحل منذ سنوات هي من تُكمل على ما تبقى من مقومات هذا البلد, فللأسف لم يعد هناك من أخلاقية سياسية بل مصالح شخصية وآنية وحسابات لهذا الزعيم وذاك ولهذه الجهة السياسية وتلك”.
وقال: “من يهاجم المملكة العربية السعودية, أو قمّتي الرياض العربية والإسلامية, فهو ناكر للجميل, فالجميع يعلم أن نتائج هذه القمة كانت الأفضل في تاريخ القمم العربية, بدليل أن المجتمع الدولي تغيّر موقفه من حرب غزة إلى درجة كبيرة, فهناك مظاهرات في الشوارع والملاعب العالمية وعلى كافة الأصعدة والمستويات, وتبدّل بلهجة دول العالم وفي طليعتهم الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش”.
وأكّد أن “ثمّة مساعي لا زال يواكبها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي تشي بأن هناك تهديدات ومواقف حازمة إذا لم تتوقّف الحرب في غزة”.
وخلص العريضي, بالقول: “البعض في لبنان يزايد للشعبوية ويكون ملكياً أكثر من الملك, وهذا يدّل علىى قصر نظر, وليس دعماً للقضية الفلسطينية لأن القضية اللبنانية هي الأساس, والجميع بالمحصّلة مع القضية المركزية أي قضية فلسطين والتي دفع لبنان أثماناً باهظة وكلفة كبيرة لأجل هذه القضية, أما المزايدات تباع في سوق النُخاسة”