بشأن غزة….اليكم ما حصل في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن مسؤولين مطّلعين، أنّ انقساماتٍ بشأن تطور الأحداث في قطاع غزّة، ظهرت خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، اليوم الأربعاء، في العاصمة اليابانية طوكيو.
وأكّدت الصحيفة أنّ كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، ومسؤول السياسة الخارجية في الكتلة، جوزيب بوريل، تشاجر مع وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، التي دافعت عن هدف “إسرائيل” المُعلن لعدوانها على قطاع غزّة، والمتمثّل في “إسقاط حماس”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، شارك في الاجتماع مقدّماً “الرؤية الأشمل حتى الآن” من قِبل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن كيفية “ضمان استقرار وسلامة قطاع غزّة بعد الحصار والصراع الدموي الحالي”.
وقال بلينكن بعد الاجتماع، مستهدفاً الزعماء والقادة العرب، والمدافعين عن وقفٍ فوري وكامل للأعمال العدائية، إنّ أولئك الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار الآن “عليهم التزامٌ بشرح كيفية معالجة النتيجة غير المقبولة التي من المرجح أن تتحقّق بترك حماس في القطاع، حيث لديها القدرة والنية لتكرار أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مراراً وتكراراً”، وذلك بحسب ما نقلت الصحيفة الأميركية.
وتحدّثت “واشنطن بوست”، بشأن الانتقادات التي تعرّض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام عدم تقديمه خطةً واضحة لما سيحدث في قطاع غزّة “إذا نجحت إسرائيل في هدفها المتمثل في الإطاحة بحركة حماس” التي تدير القطاع منذ عام 2007.
وقال مسؤولون أميركيون، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، للصحيفة إنّ إعلان نتنياهو، في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، أنّ “إسرائيل يمكن أن تتولى المسؤولية عن أمن غزّة لفترةٍ غير محددة، أثار أعلاماً حمراً لإدارة بايدن”، لافتين إلى أنّ موقف الإدارة الأميركية يتمثّل في أنّ “إسرائيل بحاجة إلى تجنّب أي اقتراح باحتلال مفتوح لغزة”.
وقال بلينكن للصحافيين في طوكيو، بعد اجتماعه مع الأوروبيين والكنديين واليابانيين، إنّ “الطريقة الوحيدة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرةً أخرى، هي البدء في تهيئة الظروف لتحقيق السلام والأمن الدائمين، ووضع ذلك في الاعتبار الآن لجهودنا الدبلوماسية”، داعياً إلى توسيع الدعوة إلى “هدنة إنسانية” في قطاع غزّة.
وشدّد بلينكن في حديثه على أنّه “لا إعادة احتلال لقطاع غزّة بعد انتهاء الصراع الدائر، ولا يوجد تقليص في أراضيه”.
وجاءت الخطوط العريضة لرؤية “ما بعد الصراع”، التي أوضحت “واشنطن بوست” أنّ كبير الدبلوماسيين الأميركيين قدّمها، وسط مخاوف متزايدة بشأن تعامل نتنياهو مع الوضع، حيث أكّدت قلق المسؤولين الأميركيين من أنّ رئيس حكومة الاحتلال، يرسل إشاراتٍ متضاربة بشأن “التزامه بإعادة إعمار غزّة التي يديرها الفلسطينيون”.
وقال مسؤولون أميركيون، إنّ بعض تحذيرات بلينكن كانت أيضاً بمثابة ردٍ علني ضد الأفكار الخاصة التي أثارها الإسرائيليون، بما في ذلك إمكانية ضمان الأمن الإسرائيلي من خلال “منطقة عازلة بين قطاع غزّة وإسرائيل”، وأنّه من المحتمل أن يتم فصلها عن أراضي القطاع.
كما ذكّرت الصحيفة الأميركية بالطرح الإسرائيلي، في الأيام الأولى للعدوان على قطاع غزّة، حيث طالبت سكان القطاع بوجوب أن “يغادروه بشكلٍ جماعي إلى مصر طوال مدة الحرب ضد حماس”، ليؤكّد مسؤولون أميركيون أنّ هذه الفكرة رفضتها الدول العربية وإدارة بايدن بسبب “الحساسيات من أنّ إسرائيل قد لا تسمح للسكان النازحين بالعودة”، مُشدّدين على أنّها لم تعد موضوع نقاشٍ من قِبل الإسرائيليين.
وتطرّقت الصحيفة إلى تفاقم الخلافات الأميركية الإسرائيلية، مبينةً أنّ الرفض الأميركي لتهجير سكان قطاع غزّة هو مجرد “التوتر الأخير بين الحكومة الإسرائيلية وأكبر داعم عسكري لها”.
كما لفتت الصحيفة في ختام تقريرها، إلى ترديد بعض الدول الأوروبية دعوات الزعماء العرب لوقف إطلاق النار، مُشيرةً إلى أنّ ذلك يعني “وقفاً دائماً للقتال، أكثر من وقفٍ مؤقت”، وذلك على الرغم من أنّ الأوروبيين منقسمون، حيث يتشارك بعض القادة هناك مع بايدن في وجهة نظره بأنّ “إسرائيل بحاجة إلى تفكيك حماس كحلٍ بديل، ومواصلة دفع هجومها”.