“تقطيع أوصال” القطاع المحاصر.. خريطة التوغل الإسرائيلي في غزة
أظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة أن القوات الإسرائيلية تقدمت أميالاً، منذ دخولها قطاع غزة خلال ليلة 27 تشرين الأوّل، ويبدو أنها فصلت مدينة غزة عن الجنوب بشكل فعال.
وتحاول القوات الإسرائيلية اقتحام مخيم الشاطئ وقصف الأبنية وإنشاء أحزمة أمنية في محاولة لإزالة مناطق إطلاق النيران، تمهيداً لدخول قوات برية لمحاولة الوصول إلى منطقة ميناء غزة، والسيطرة على المنطقة التي تربطها بمستشفى الشفاء، حيث يُعتقد أنها تحتوي على أنفاق قيادة حماس ومراكز تصنيع الصواريخ ومناطق الإطلاق، بحسب مستشار العربية للشؤون العسكرية والتسلح رياض قهوجي.
ومن هنا جاء التركيز على مخيم الشاطئ بحسب قهوجي، الذي أوضح كذلك وجود محاولات لسيطرة على حي الزيتون للاتجاه شمال شرقي القطاع للالتقاء مع القوات الإسرائيلية التي دخلت من معبر “إيريز” عند بيت حانون لإطباق الحصار على شرق غزة.
في موازاة ذلك، أظهرت مسارات المركبات التي تم التقاطها خلال الأسبوع الماضي بواسطة شركة “بلانيت لابز” في 3 تشرين الثاني التقدم الإسرائيلي على طول ثلاثة طرق رئيسية، من الشمال الغربي والشمال الشرقي والجنوب.
وعلى رغم أن القوات الإسرائيلية على طول الطريق الجنوبي تقدمت على طول الطريق إلى البحر المتوسط، فإنه يبدو أنها لم تحرز تقدما كبيرا على طول الطرق الأخرى في الأيام الأخيرة، وأظهرت مقاطع الفيديو قتالا عنيفا في بعض تلك المواقع.
وعلى طول الطريق الشمالي الغربي، يبدو أن القوات الإسرائيلية توقفت على مشارف مخيم الشاطئ للاجئين، على بعد حوالي ثلاثة أميال من قلب المدينة، وهدمت المباني وحرثت السواتر الرملية لتحديد مناطق التجمع.
كذلك أظهر مقطع فيديو نشرته حماس، يوم السبت، مقاتليها وهم يهاجمون الدبابات وناقلات الجنود المدرعة الإسرائيلية في هذه المنطقة، مما يشير إلى أن القتال ربما أوقف التقدم هناك، بحسب “واشنطن بوست”.
ويبدو أن القوات الإسرائيلية القادمة من الشمال الشرقي حققت أقل تقدم، حيث توقفت على مشارف قرية بيت حانون.
في حين أصدر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لجنود يسيرون في شوارع مهجورة هناك في 31 تشرين الأول. وفي 1 تشرين الثاني، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر طائرة بدون طيار تسقط متفجرات على مجموعة من الجنود الإسرائيليين داخل منطقة تجمع قريبة محمية بسواتر رملية.
إلى ذلك أظهرت الصور مسارات المركبات وهي تتقدم بعرض القطاع جنوب مدينة غزة. ويبدو أن هذا التقدم قد استغرق عدة أيام، وأظهرت صور الأقمار الصناعية السابقة عدة أعمدة دخان كبيرة على طول الطريق، مما يشير إلى قتال عنيف.
وقطعت القوات الإسرائيلية المتقدمة على هذا المحور طريق صلاح الدين، وهو شريان مركزي يمر عبر القطاع. وفي 30 تشرين الأول، أظهر مقطع فيديو دبابة إسرائيلية تطلق النار على سيارة مدنية على الطريق.
وبحلول 3 تشرين الثاني، وصلت القوات على هذا الطريق إلى طريق الرشيد، الذي يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما تظهر الصور.
وكشفت صورة عالية الدقة تم التقاطها في 3 تشرين الثاني، وقدمتها شركة “بلانيت لابز” لصحيفة “واشنطن بوست”، قمة التقدم في جنوب إسرائيل بالتفصيل.
ويُمكن رؤية أكثر من اثنتي عشرة مركبة تبدو وكأنها مركبات مدرعة على بعد حوالي 900 قدم من طريق الرشيد والساحل، وقد قامت القوات بحفر مواقع داخل أراضي ما تم تحديده على الخرائط على أنه نادي الأصدقاء
.